قالت والدة الأميركي من أصل لبناني، هادي مطر، المتعاطف الإيراني والمتهم بمحاولة قتل سلمان رشدي يوم الجمعة الماضي بنيويورك، إن "ابنها الذي ولد ونشأ في الولايات المتحدة "قام في 2018 برحلة لمدة شهر إلى الشرق الأوسط، وعاد انطوائي المزاج ومتعصبا دينيا، يحبس نفسه في الطابق السفلي من البيت، ويرفض التحدث إلى عائلته لشهور.
واضافت أنها علمت بطعن سلمان رشدي، حين داهم عناصر من FBI منزلها، وأخرجوا من الطابق السفلي، حيث يقيم ابنها بمنطقة Fairview في ولاية نيوجيرسي، جهاز كمبيوتر، إضافة إلى "بلاي ستيشن" وكتب وسكاكين وأداة لشحذ الشفرات ". مضيفة أنها لا تعرف ما إذا كان ابنها قرأ كتاب رشدي، لكنها اكتشفت أنه أصبح أكثر تدينا منذ رحلته، إلى درجة أنه انتقدها لعدم تنشئة إسلامية صارمة.
وقالت : لا أصدق أنه كان قادرا على فعل شيء كهذا، فقد كان هادئا جدا، أحبه الجميع، وبحسب ما قلت لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فلن أكلف نفسي عناء التحدث إليه مرة أخرى. إنه مسؤول عن أفعاله.
وكان هادي مطر، نشأ وذهب إلى المدرسة في كاليفورنيا، قبل أن يفرق الطلاق والدته في 2004 عن أبيه حسن، وبعده عاد زوجها الطليق إلى لبنان، بينما انتقلت هي إلى نيوجيرسي للبدء بحياة جديدة مع أبنائها. أما رحلته في 2018 إلى لبنان، فكانت لزيارة والده، حيث تحول من ابن محبوب يتمتع بشعبية إلى انطوائي متقلب المزاج "وفي الساعة الأولى التي عاد فيها اتصل بي. أراد العودة بعد 28 يوما من الغياب، حيث لم تكن الرحلة على ما يرام مع والده، لأنه شعر بالوحدة الشديدة".
وأضافت الأم: "كنت أتوقع أن يعود متحمسا لإكمال دراسته للحصول على شهادته وعلى وظيفة، لكنه بدلا من ذلك حبس نفسه بالقبو.. لقد تغير كثيرا، ولم يقل لي أو لأختيه شيئا منذ شهور. ينام نهارا ويستيقظ ويأكل ليلا. يعيش في القبو، حيث يطبخ طعامه بنفسه".
ومع الوقت راح هادي مطر يمنع والدته من دخول مقر سكنه في الطابق السفلي، والواقع مباشرة تحت المنزل المكون وفي إحدى المرات جادلني وسألني لماذا شجعته على الحصول على التعليم بدلا من التركيز على الدين، فقد كان غاضبا لأني لم أعرّفه على الإسلام منذ صغره" مضيفة أنها لبنانية، مهاجرة منذ 26 عاماً، وتعيش حياة بسيطة كأم عزباء، ثم تقول: "أنا لا أهتم بالسياسة. لست متدينة. ولدت مسلمة، وهذا كل شيء في الأساس. لم أدفع أطفالي إلى الدين أو أجبر ابني على أي شيء. لا أعرف أحداً بإيران، كل عائلتي هنا"