إدمون الياس بخّاش
هنيئًا للمنتخب اللبناني بفوزه بلقب وصيف بطل آسيا لكرة السلة بعد مواجهته المنتخب الاسترالي المصنّف ثالث عالميًّا.
هذه هي صورة لبنان التي نريد. لبنان الذي ينافس عالميًّا في شتّى الميادين، الرياضيّة والثقافيّة والفكريّة والعلميّة والتجاريّة والصناعيّة، لا لبنان الممانعة والأيديولوجيّات السياسيّة والدينيّة المستوردة والحروب العقائديّة والصراعات الجيوبوليتكيّة. كي يتحقّق للبنان كلّ ذلك لابدّ له من الحياد ومن ثمّ الحياد ومن ثمّ الحياد.
قد تكون الثورة الإسلاميّة قد نجحت في إيران وثبّتت حكم ولاية الفقيه محميّة بالحرس الثوريّ. لكن تصدير الثورة الإيرانيّة إلى لبنان أمر مستحيل لاختلاف التاريخ والثقافة والهويّة الإجتماعيّة اللبنانيّة. إدخال الثورة الإيرانيّة ومحاولة ترسيخها في المجتمع اللبناني لا يمكن أن يكون إلّا بالقوّة. مع أنّ الذراع الداخلي في لبنان للحرس الثوري الإيراني، حزب الله، قد حاول بكلّ الوسائل وطرق المواربة فعل ذلك، بتبنّيه القضيّة الفلسطينيّة وهي قضيّة عربيّة لا إيرانيّة، وبإنشاء سرايا المقاومة، لإخفاء مصادرته حقّ المقاومة ضدّ إسرائيل، أو بالتحالف مع مكوِّن مسيحي وازن عبر ما يسمّى باتّفاق مار مخائيل، وذلك لمحاولة تأكيد لبنانيّته ولم ينجح طبعًا، فسقطت الأقنعة وبانت إيران عن أنيابها.
وهكذا تظهَّرت إيران على أنها المحتلّ الجديد. وكلّ محتلّ يولّد مقاومة ضدّه من أهل الأرض الأصليّين، والمقاومة قد بدأت من عين الرمانة إلى الديمان إلى فوز منتخب الأرز وستستمرّ، وستتوسّع وتكبر لتشمل كلّ لبنان حتى المكوّن الشيعي اللبناني الأصيل. والمحتلّ مصيره ككلِّ محتلّ مرّ بهذه الأرض، إمّا الزوال وإمّا الرحيل.