يرى النائب غيّاث يزبك أن المسيحيين موّحدين واختلافهم إنما هو في السياسة. هذا التصريح جاء به ضمن برنامج صار الوقت على شاشة ال mtv اللبنانيّة. لا استطيع توصيف هذا القول إلّا أنه عمًى أجتماعيًا نابع من حسن نيّة تربّت على المثاليّات. هل يخفى على النائب يزبك ان المسيحيين منقسمون منذ ما يقرب الألف سنة بشرخ عامودي نتج عنه اتباع لعقيدة أورثوذكسيّة، واتباع لعقيدة كاثوليكية؟ ألا يعلم أن الكنائس تجتمع سنويًّا للصلاة لأجل الوحدة المرجوّة؟
نعم سعادة النائب، المسيحيّون مقسومين ومقسّمين. عامل الوحدة الحقيقي بينهم هو أنهم ينتمون لمسيح واحد على الصعيد الإيماني. ولكن، وللأسف، على المستوى السياسي القيادي ليس لديهم قائد او قيادة توحّدهم حول مشروع وطني يحفظ لهم وجودهم وحضورهم في هذا الشرق الذي هم من أركان حضارته. سعادة النائب، النائبة التي تلمّ بالمسيحيين اللبنانيين إنما هي غياب القادة الحقيقيين. سعادة النائب، هل تستطيع أن توضح لنا ما هو مشروع الحزب الذي تنتمي له لصون المسيحيين؟ كيف لنا ان نثق بشخص تطلقون عليه لقب القائد أقصى استطاعته أن يعمل، بحسب تصريحه العلني، من خلال مراكز الحزب المنتشرة في المناطق عبر جمع التبرعات لإرسالها إلى من هم أكثر حاجة؟ هل هذا خطاب قائد أكبر كتلة مسيحيّة في البرلمان ورئيس لحزب مقاوم من نشأته؟ أم تصريح لرئيس جمعيّة مار منصور الخيريّة؟ إذا كنت ذكرت قائدك فليس لأنّي استثني الباقين بل لأنّه قد يكون افضل حالًا من الباقين ولو بقليل.
خلاص المسيحيّين السياسي يكون باستبدال جميع من يسمّون اليوم بالقادة بقيادات جديدة لديها الرؤيّة والمشروع المناسبين لما نمرّ به اليوم. والسلام.